قصة نجاة السجين الذكي
يحكى أنه منذ زمن بعيد تظاهر شعب ضد ملك البلاد فأمر الجنود بالقبض على أكبر عدد من المتظاهرين ،ففر الشعب هربا من الجنود ولكن قبض على مجموعة كبيرة من المتظاهرين فأمر الملك بإعدام المتظاهرين المعارضين له.
وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره وقد سجن كل سجينين في زنزانة واحدة .ومن بين المساجين كان هناك مسجونان أحدهما مستسلما يائسا قد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام ،أما السجين الآخر فقد كان ذكيا لماحا ،فجلس يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول ،فجلس في إحدى الليالي متأملا في مزاج السلطان وماذا يحب وماذا يكره ،فتذكر مدى عشقه للخيل وسمع أنه له حصان مدلل اسمه الشموس وأن الملك يفضله ويحبه كثيرا حيث كان يمضي أغلب أوقاته مصاحبا لحصانه الشموس ،من هنا خطرت له فكرة فصرخ مناديا السجان طالبا مقابلة الملك لأمر مهم جدا.
نقل السجان الرسالة للملك الذي وافق ظناً منه أنه سيشي بأسماء باقي المعارضين ،فسأله الملك : ما الأمر الخطير؟
فرد السجين : باستطاعتي أن أعلم الشموس الطيران خلال مدة أقصاها عام واحد بشرط تأجيل إعدامي لمدة عام وسرد السجين قصصاً خيالية عن نوع من السحر ونوع من التمارين الخارقة للطبيعة تجعل الحصان يطير فصدقه الملك ووافق ،حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم .
سمع السجين الآخر بالخبر واندهش من فعلته عندما عاد السجين الجريء و الشجاع قال له زميله السجين : أنت تعلم أن الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة امام الملك ؟!
فقال له السجين الجريء : أعلم ذلك ،ولكنني منحت نفسي أربع فرص محتملة لنيل الحرية .
أولها : أن يموت الملك خلال هذه السنة .
وثانيها : لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام .
والثالثة : أن الحصان الشموس قد يموت .
والرابعة : فلا تعلم قد أستطيع أن أعلم الحصان الطيران !!
وقد قيل تحققت فرصة نجاة السجين الشجاع بموت الملك قبل العام المتفق عليه ..