قصص اطفال

قصة الحصان أبو الوفا

كان العم صالح يمتلك عربة يجرها الحصان أبو الوفا ، كانا يخرجان سويًّا في الصباح للعمل ،يقوم العم صالح بنقل الناس وبضائعهم على العربة ، ويبذل الحصان أبو الوفا كل جهده حتى يتم النقل بسلام .
كان العم صالح يحصل على رزق وفير جراء هذا العمل ، وكان بالمقابل يحضر طعامًا وفيرًا جيدًا للحصان أبى الوفا .
وفي كل صباح كان يدور بينهما هذا الحديث أو ما يشابهه .
العم صالح:لديك عمل شاق اليوم يا حصان أبو الوفا .
الحصان:لا تقلق يا عم صالح ، سأبذل قصارى جهدي لإتمام العمل ، فأنت رجل طيب ، تحضر لي ما يلزمني من طعام وشراب ، وأعيش في بيت واسع ونظيف .
العم صالح:هذا واجبي نحوك أيها الحصان النبيل .
الحصان:وأنا سوف أؤدي واجبي نحوك أيضًا يا عم صالح .
وفي أحد الأيام إستيقظ الحصان أبو الوفا مبكرًا ، وجلس ينتظر العم صالح لكي يبدأ سويًّا يوم العمل كالمعتاد ، ولكن العم صالح لم يأت . أصاب القلق الحصان أبا الوفا على رفيقه العم صالح ، وود لو يذهب إلى بيته ليستطلع . أخذ الحصان أبوالوفا ينظر من نافذة غرفته إلى الشارع ، لعله يرى العم صالح قادمًا من بعيد فيطمئن قلبه ،ولكن العم صالح لم يأتِ.
ومر يومان آخران ولم يأت العم صالح أيضًا وفي اليوم الثالث جاء العم صالح ،ولكن بوجه غير الذي إعتاده وأحبه الحصان أبو الوفا. أسرع الحصان إلى العم صالح ، والقلق يملأه ، وقال  : ماذا حدث يا عم صالح ؟ ما لك لم تأتِ لمدة ثلاثة أيام ؟هل حدث مكروه لا سمح الله .
أخذ العم صالح ينظر إلى الحصان أبي الوفا ، وفي وجهه تساؤل وحيرة ، ثم قال : لا ، لا لم يحدث شيء .
الحصان: أصدقني يا عم صالح فما هذه عادتك .
العم صالح: الحقيقة أن هناك أمرًا جديدًا قد حدث ، ولا أعرف ماذا أفعل.
الحصان:قل ما عندك ولا تخف شيئًا .
العم صالح:إن حاكم المدينة قد أصدر أمرًا بمنع سير العربات التي تجرها الخيل .
الحصان:لماذا؟
العم صالح:لأنها تسبب تلوثًا بالطرق ، بسبب روث الحيوانات ، وتعوق الحركة ، لأنها بطيئة بالمقارنة بالسيارات .
الحصان: تعلم أني لا ألوث الطريق ، وأسير بسرعة كبيرة ، وأنجز أعمالي و …..
العم صالح: يا حصان أبو الوفا الحكم لا يعرفك ، وهو يصدر أوامره على عامة العربات والخيل .
الحصان:ثم ماذا حدث ؟
العم صالح: ذهبنا نحن – أصحاب العربات – إلى مكتب الحاكم وشكونا، ذلك سوف يغلق أرزاقنا ، وكلنا لدينا أسر وأطفال .
قال الحصان أبو الوفا بلهجة من الإستعجال والقلق : وماذا قال الحاكم ؟
العم صالح:لقد وعد بصرف مبلغ من المال لكل صاحب عربة ، تساعده في شراء سيارة نقل صغيرة حديثة ، كي يستمر في عمله .
الحصان:ثم ماذا فعل باقي أصحاب العربات ؟
العم صالح:لقد ذهب أكثرهم إلى السوق ، ليبيع عرباتهم وخيلهم ، كي يستعينوا بثمنها على شراء سيارات جديدة ، ولكن .
الحصان:لكن ماذا ؟
العم صالح: لم يعد أحد يشتري عربات ولا خيلاً .
وقعت هذه الأخبار كالصاعقة على الحصان أبي الوفا ، فقد صار بلا وظيفة ، لا عند العم صالح ، ولا غيره .إنصرف العم صالح حزينًا،وجلس الحصان أبو الوفا حائرًا ، ماذا يفعل الآن ؟ لقد صار العم صالح فقيرًا ، فهو الآن لا يجد قوت أولاده ، فما باله يحضر طعامًا للحصان أيضًا .
إقتصد الحصان أبو الوفا في طعامه ، وصار يأكل نصف الكمية ، حتى يخفف العبء على العم صالح . وبعد بضعة أيام سمع العم صالح وأحد زملائه أصحاب العربات يتحدثان .
الرجل:ماذا فعلت يا عم صالح ؟
العم صالح:لا شيء ، إن المبلغ المصروف من الحاكم لا يكفي لشراء سيارة للنقل ، ولا أجد من يشتري العربة أو الحصان .
الرجل: يجب أن تتخلص من هذا الحصان .
العم صالح: لا أجد من يشتريه .
الرجل:سلمه للشرطة كي تقتله ، أو لحديقة الحيوان ، كي يذبح ، ويقدم طعامًا للأسود والنمور .
العم صالح:لا أستطيع فعل ذلك ، فالحصان أبوالوفا عزيز علي .
الرجل:ولكن توفير طعام أولادك أهم من الحصان .
سمع الحصان أبوالوفا الحوار بين العم صالح وصديقه ، فقرر أن يترك المنزل ، ويذهب إلى أي مكان ، حتى يريح العم صالح ، وليكن ما يكون .
خرج الحصان أبو الوفا إلى الشارع , وظل يمشي في الشارع على غير هدى ، لا يدري أين يذهب ، حتى تعب من المشي ، فوجد صورة كبيرة لحصان على ظهره فارس على الجدار ، فجلس في ظل الجدار كي ستريح .
وبينما هو جالس ، سمع الناس يتكلمون ، فعلم أنه بجوار نادي الفروسية ، فخطرت له فكرة . رأى الحصان أبو الوفا أحد الفرسان يسير في طريقه إلى داخل النادي ، فاعترض طريقه .
الحصان:السلام عليكم أيها الفارس النبيل .
الفارس:وعليكم السلام .
الحصان:أنا الحصان أبو الوفا ، أريد أن أعمل معك .
الفارس:إن العمل في النادي يحتاج إلى تدريب شاق ومتواصل ، حتى تستطيع المشاركة في المسابقات .
الحصان:أنا أستطيع تحمل التدريب الشاق ، ثم قفز قفزة قوية أعجبت  الفارس .
الفارس:أنت فعلا حصان قوي ونشيط ، من صاحبك كي أشتريك منه ؟
الحصان:لا عليك ، سوف تعرف في الوقت المناسب .
أخذ الفارس الحصان أبا الوفا وأخضعه للتدريبات القوية .
أظهر الحصان قوة ومهارة ونجح في إجتياز إختبار السباق ثم شارك في المسابقات وكله عزم على الفوز وإثبات جدارته .إشتهر الحصان أبو الوفا كجواد قوي يكسب السباقات .
حينئذٍ قال للفارس : هل رضيت عني الآن ؟
الفارس:أنت حصان مخلص وقوي تستحق كل تقدير .
الحصان:ألا تريد أن تعرف من هو صاحب الحصان أبي الوفا ؟
الفارس: بلى أريد .
الحصان:إذن إركب على ظهري .
أخذ الحصان أبو الوفا الفارس إلى بيت العم صالح ، فرأى الفقر قد تمكن منه أكثر .
الحصان:السلام عليكم يا عم صالح .
العم صالح: من؟ الحصان أبو الوفا ؟
الحصان:نعم يا عم صالح . ثم قال : أيها الفارس هذا الرجل هو صاحبي فأعطه ثمني كي يشتري سيارة للنقل يعيش منها هو وأسرته .
دفع الفارس مبلغًا كبيرًا من المال للعم صالح . فرح العم صالح فرحًا كبيرًا بالمال وقال : نعم يا حصان أبو الوفا أنت حقًا رمز للوفاء .
***
المؤلف/عبدالله محمد عبد المعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button