قصة نهاية الطمع
يُحكى في قديم الزمان أن شابين خرجا للتجارة ، وكان أحدهما طيب القلب وأمين ويدعى علاء ، والآخر ماكر ومخادع ويدعى زاهر ، وبينما هما في الطريق ذهب علاء ليقضي بعض أموره ، فوجد كيسا من المال فأخذه ، وعاد إلى زاهر ليخبره بما وجد ، فقررا أن يقتسما هذا الكيس بعد عودتهما .
ولكن زاهر كان ماكرًا ، وأراد أن يأخذ الكيس كله لنفسه وعندما اقتربا من المدينة قال علاء لزاهر : خذ نصف المال وأعطني النصف الآخر ، فأجابه زاهر بمكر : بل نأخذ بعضًا منه وندفن الباقي بمكان أمين لا يعلمه أحد غيرنا ، فإذا احتجنا إلى المال ذهبنا إلى المكان ونأخذ حاجتنا منه ، وافق علاء لأنه طيب .
وفعلًا أخذا جزءً من المال ودفنا الباقي منه تحت شجرة كبيرة ، بعد ذلك ذهب زاهر إلى الشجرة متخفيًا وأخذ المال ثم سوى الأرض كما كانت ، ومرت شهور … ثم احتاج علاء إلى المال فأبلغ زاهر بحاجته تلك ،فذهبا إلى المكان ليأخذ علاء ما يحتاج إلى المال ولكنه فوجئ بعدم وجود المال .
فقال علاء : أنت خدعتني ، وسبقتني وأخذت المال .فأجابه زاهر قائلًا : بل أنت من سبقني ، وذهبا إلى القاضي ليحكم بينهما وحكى علاء القصة أما زاهر فقد أنكر وحلف يمينًا باطلًا .فقال له القاضى : هل لديك دليل على كلامك ؟ أجاب زاهر بمكر : نعم .. إن الشجرة التي دفنّا المال تحتها تشهد أن علاء هو من سرق المال .
فذهبوا إلى الشجرة .. وقد كان زاهر طلب من أبيه أن يتخفى عند الشجرة وأن يوهم القاضى أن الشجرة تتكلم .
فسأل القاضى الشجرة : هل حقًا علاء هو من أخذ المال ؟فأجاب أبو زاهر : نعم .ولكن القاضي كان ذكيًا ، وقد ارتاب من أمر الشجرة المتحدثة فأمر بجمع الحطب لإحراق الشجرة ، وعندما سمع أبو زاهر هذا الحديث أخذ يستجير ويصيح .فسأله القاضي عن القصة فأخبره والد زاهر بالحقيقة .فأمر القاضي برجوع المال كاملًا لعلاء ، وجلد كلًا من زاهر ووالده .
وبالتالي فإن الطماع يخسر كل شئ ولا يجلب إلا الحسرة ، أما المسلم الطيب لا يضيع حقه بل ينصره الله على من ظلمه ، ويرد إليه حقه .