قصة سيدة الشمعة
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك سيدة تدعى سيدة الشمعة والتي كانت تعيش في منزل جميل في مدينة كورينتس .
وفي أحد الأيام حدث أمر غريب في أحد المدارس في هذه المدينة حيث قال الحراس الليليين أنهم رأوا شبح امرأة تتجول داخل القاعات ويبدو وجهها بتعبيرات حزينة وترتدي ثوبًا طويلًا أبيض ومعطفًا قرمزيً . كانت هذه السيدة تحمل في يدها شمعة مضيئة والتي مع ضوئها القادم من بعيد تعكس صورة ظليه كئيبة ويقال أنها لا تستطيع أن ترقد في سلام بسبب عدم سعادتها في حياتها التي يعود تاريخها إلى سنوات عديدة مضت.
كانت هذه المدرسة منزلا فاخرا حيث عاشت فيه عائلة غنية جدًا ومثيرة للجدل كما كانت للعائلة سمعة جيدة في المدينة . وكانت تلك الفتاة هي الابنة الصغرى لوالديها اللذان حرماها من التعرف على أي رجل حتى يتم تقديمها إلى المجتمع بأفضل شكل ولكن بطريقة ما تمكنت تلك الفتاة من التعرف على رجل عسكري وسيم ، حيث كانت تتمكن من الإفلات من مراقبة والديها وإخوتها الغيورات وذلك من خلال اختلاق الأكاذيب أمام والديها وإخوتها كي تقابل هذا الرجل .
وعد هذا الرجل الفتاة بأن يتزوج منها بمجرد عودته من دورية عمله وهكذا قضى ليلته معها حتى غادر الجندي لأشهر طويلة لينسى بعد ذلك وعده لتلك الفتاة بالزواج حيث انتهى به الأمر إلى الزواج من امرأة أخرى لديها ثروات ضخمة وحينما علمت الفتاة بخبر زواجه شعرت وكأنها تموت وخاصةً أنها كانت حاملًا في طفل من ذلك الرجل .
عانت الفتاة في تلك الفترة من أسوأ ما يمكن أن يحدث لامرأة شابة من المجتمع الراقي حيث أن عائلتها كانت تعاقبها نتيجة لسلوكها وقد قام إخوتها بحبسها في غرفة سرية بالمنزل وكانوا يقدمون لها الطعام مرة واحدة فقط في اليوم وكانت لا تستطيع رؤية ضوء الشمس والشيء الوحيد الذي كان يضيء المكان أمامها ويدفئه قليلًا كانت ثلاث شموع أسبوعية والتي كان يمر نورها من خلال ثقب صغير ولم تكن كافية للرؤية التامة.
وأخيرًا وضعت الفتاة مولودا ولكنها لم تتمكن من حمله بيديها ومعرفة ماذا حدث معه وما هو مصيره وذلك لأن إخوتها قد انتزعوا منها الجنين بمجرد والدتها له وأصبحت الفتاة فيما بعد في وضع سيء حيث ضعفت صحتها جدًا حتى جاء عليها اليوم الذي لم تستطع فيه أن تفتح عينيها مرةً أخرى حيث أنها قد ماتت وفارقت الحياة غير أن روحها لم يكن بوسعها أن تغادر المكان .
ومنذ ذلك الحين اشتهر هذا المكان بقصة تلك الفتاة ويقال أنها لا تتوقف عن التجول به وهي تحمل شمعة أينما ذهبت . ومن المعتقدات الشائعة أنه بإمكان هذه المرأة أن تجد راحتها الأبدية فقط حينما يشفق أحدهم عليها ويقوم بالنفخ في هذه الشمعة التي تحملها ولكن من يجرؤ على القيام بمثل هذا العمل الصعب و من سيكون شجاعًا وعطوفًا ليقوم بإنهاء معاناتها ؟ ربما تمر سنوات عديدة بل عقود حتى تتمكن هذه المرأة البائسة من العثور على الضوء الذي تحتاجه.