قصة إلهة الرياح والأولاد
يحكى أنه في العصر القديم و في يوم من أيام الخريف الباردة ، كان أولاد القرية يلعبون في ساحة المعبد ، وبينما كانوا يلعبون وصل فجأة رجل لا يعرفونه من بلد آخر !.
قال لهم : أيها الأولاد أنتم تلعبون في ساحة المعبد وليس لكم شئ من الطعام ..أليس كذلك ! ألا تريدون الذهاب للعب في مكان مملوء بالإجاص والتين الشتوي والكستناء ،وتأكلون كما تريدون ؟ ما رأيكم ؟!
علت أصوات الأولاد هنا وهناك لما سمعوا بذلك: أصحيح هذا ! أريد الذهاب إلى هناك ! وأنا أيضا أريد الذهاب ! .. قال لهم : نعم صحيح ، وإذا شئتم أصطحبكم الآن فورًا .. وفجأة أظهر ذيل له وقال لهم : هيا اركبوا على هذا ، وتمسكوا به جيدًا ، هيا ، هل ركبتم جميعًا ؟ فأجابوا بصوت واحد : نعم لقد ركبنا جميعًا .
ثم جعل الرجل الرياح تئز وتعصف من حوله ، وانطلق بسرعة إلى السماء ، ولم يمض وقت طويل حتى أنزل الأولاد في مكان مملوء بالإجاص والتين الشتوي والكستناء ، آنذاك أيضًا ، جعل الريح تعصف من جديد ، فسقط الكثير من التين الشتوي والكستناء والإجاص ففرح الأولاد فرحًا شديدًا ، وأكلوا ثم أكلوا حتى امتلأت بطونهم ، لكن عندما حلّ المساء ، قال لهم الرجل فجأة : يا أولاد ، لقد غابت الشمس ولم أنتبه ، وينبغي عليّ الآن الذهاب إلى مكان ما ، لذلك ارجعوا وحدكم إلى البيوت .
ثم امتطى الريح من جديد وذهب إلى مكان آخر ، خافوا الأولاد وبدأوا بالبكاء ، ولم يمض وقت طويل حتى أظلمت الدنيا من حولهم ، وبينما هم كذلك لمحوا من بعيد ضوء يضيء وأحد يشع فاتجهوا إلى هناك إلى هديه ، ولما وصلوا وجدوا بيتا واحدًا فقط ، فقرعوا بابه ، وإذ بعجوز سمينة تمشي كالبطة خرجت لهم.
قالت لهم العجوز مستغربة: من أين جئتم يا أولاد؟
أجابوا : أصعدنا رجل من بلاد أخرى على شئ طويل كالذيل ، ثم امتطى بنا الريح وجاء إلى هنا ، أطعمنا كثيرًا من الإجاص والكستناء والتين الشتوي ، لكنه تركنا وذهب إلى مكان آخر ونحن لا نعرف كيف نعود إلى بيوتنا .
ابتسمت العجوز ، وقالت : هكذا إذن ، لا بأس ..إنه ولدي شقي الرياح الجنوبية ، وهو ذو مزاج متقلب دوما ، إله الريح ، لا تقلقوا ، سآمر ولدي الآخر ، الرياح الشمالية بأن يعود بكم .
أدخلتهم إلى البيت ، وأطعمتهم الأرز الأبيض الساخن المسلوق لتوه ، وإلى جانبه حساء ساخن مع التوفو ، وبعد ذلك ، أيقظت ابنها الرياح الشمالية ، وقالت له : استيقظ ، استيقظ !!. ثم أضافت : هؤلاء الأولاد إن الريح الجنوبية ، تركهم هنا وانصرف ، ويبدو أن لا حل معه ومع تصرفاته ، هيا أوصلهم أنت .فأخرج الرياح الشمالية ذيله ، وقال للأولاد : هيا اركبوا وتمسكوا جيدا ، فركب الأولاد ، وما أن ركبوا ، حرّك هو الرياح مرتفعا إلى السماء ، حتى كانوا في قريتهم من حيث أتوا .
كان الصخب يملأ القرية ، لأن الليل كان قد تأخر ولم يعد الأولاد بعد ، وكان أهل القرية يبحثون هنا وهناك عنهم آنذاك ، هبت الرياح الشمالية فجأة ، وعاد الأولاد بالسلامة ، فصرخ أهل القرية من الفرح : ياسلام ، ياسلام …. لقد عادوا !!. وعمت الفرحة على الجميع وهنا انتهت الحكاية .