قصة الطفلة العنيدة
يُحكى عن طفلة صغيرة وجميلة اسمها أمل، وكان عمرها عشر سنوات و هي الوحيدة لوالديها ، وكان والديها يحبانها كثيرا لأنها الطفلة الوحيدة لهما ، وكانا ينفذان كل مطالبها أي كانت .وذات يوم اكتشفت والدتها أن ابنتها أمل طفلة أنانية ، لا تشارك أحد في ألعابها وليس لديها أصدقاء لأنها كانت إذا صادقت أحد تأمره و تطلب منه أن يطيعها و أحيانا تتشاجر معه و تجعله يبكي .
ولكن لاحظت الأم أن تصرفاتها خاطئة بسبب تدليلهما لها ، لأنهم يلّبون كل احتياجاتها دون أي اعتراض .
مرّت الأيام وبدأ العام الدراسي وكانت المدرسة التي توجد بها تعّلم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين ، وأثناء الدراسة اكتشف زميلاتها هالة أنها طفلة ذكية ولكنها في ذات الوقت أنانية .حيث تعرفت أمل على زميلة جديدة اسمها هالة ، كانت أمل وهالة قريبتين من بعض جداً ، وكانت هالة ضعيفة في الدراسة .
وفي يوم من الأيام طلبت المعلمة من هالة حل مسألة ، ولكن هالة لم تعرف الحل فبكت بكاءً شديداً حتّى سخروا منها كل زميلاتها بالصف، وقامت المعلمة بشرح المسألة مرة أخرى لكن هالة لم تفهم .وعندما ذهبت أمل إلى المنزل أخبرت والدتها عن صديقتها هالة، و عمّّا حدث معها ، قالت لها والدتها : حاولي مساعدة هالة و اشرحي لها المسألة ببساطة فهي تحبك و أعتقد أنها ستفهم منك لأنك صديقتها الوحيدة .ردّت أمل على والدتها : يا أمي أنا لا أملك وقت لكي أضيعه فماذا أفعل لها و هي غبية ولا تفهم ؟ .
ردت عليها والدتها : لكن هالة صديقتك ، ثم قررت والدتها أن تحكي لها قصة النملة و الحمامة .فجلست أمل وهي مسرورة لسماع قصة جميلة من والدتها .فقالت لها والدتها : يا ابنتي الحبيبة في يوم من ذات الأيام ،سقطت نملة في الماء حتى غرقت ، فلاحظتها الحمامة فقطعت ورقة شجرة و رمتها بالقرب من النملة و صعدت عليها النملة الصغيرة المسكية .وبعد مرور فترة أتى صياد ليصطاد الحمامة، ولكن الحمامة كانت نائمة وقامت النملة بلدغ الصياد حتى صرخ، ثم قامت الحمامة على صوته و هربت منه .فقالت الأم : هل فهمتي القصة يا صغيرتي !!فردت أمل على والدتها قائلة : إنها قصة أطفال وأنا كبيرة .
اندهشت الأم من رد أمل و قالت لها : إذاً لم تساعدي صديقتك هالة سأحرمكِ من اللعب لمدة أسبوع ، وهنا وجدت أمل أنها ستُحرم من الشيء الذي تحبه إذا لم تساعد هالة .و قامت أمل في صباح اليوم التالي بشرح الدرس لهالة، رغم أنها لا تريد، وعندما أتت المعلمة، قامت بسؤال هالة فأجابتها إجابة صحيحة ، فمدحتها المعلمة أمام التلميذات ، فشعرت هالة بالفرح و الفخر أمام زميلاتها ،و أخبرت زميلاتها أن معلمتها هي صديقتها الرائعة أمل .
ودارت الأيام وفي يوم من الأيام غضبت أمل من طالبة في المدرسة أسأت لها، ثم ضربتها حتّى سقطت على الأرض و جرحتها فعلمت المديرة بالأمر .فطلبت المديرة من أمل الوقوف أمام الطالبات في أثناء طابور الصباح ،و عاقبتها أن تبقى لبعد موعد انتهاء الحصص لتنظيف الفصول من الأوراق .فتحطم قلب أمل و أصابتها الصدمة ، وكانت أمل تخجل كثيراً من هذه اللحظة حتى أتى موعد انتهاء اليوم الدراسي ، وقامت أمل بالعمل الموكّل لها، و هي تبكي بكاءً شديداً .و فوجئت أمل بهالة واقفة بجانبها و هي تبكي أيضاً فساعدتها هالة حتى انتهوا من أعمال التنظيف، و في هذه اللحظة تذكرت أمل القصة التي حكتها لها والدتها قصة النملة و الحمامة وفهمت مغزى القصة .
يجب أن نتعلم أن نساعد الآخرين حتى نجد من يساعدنا عندما نقع في المشكلات .