قصة الفلاح والخاتم العجيب
يحكي أنه كان هناك فلاح له زوجة وأربعة أبناء، وكان لديه مزرعة صغيرة يقوم بحرثها وزراعتها ولكن لصغر مساحتها لم تكن مربحة وكان يتكاسل عن حرثها أحيانا بحجة أنها غير مربحة.
كان الفلاح دائمآ مهموم وحزين يفكر في زيادة دخله المادي ليكفي إحتياجات أسرته .وفي يوم من الأيام وبينما هو عائدآ لبيته وجد إمرأة عجوز في طريقه وقد وقعت عليها صخرة كبيرة ، قام الفلاح على الفور بإزاحة تلك الصخرة عن العجوز وساعدها لتنهض وسألها هل أنت بخير .
فقالت له: نعم ، ولكن كيف أرد لك معروفك معي.
فرد الفلاح : أنه لا يحتاج لشكرها لأن هذا واجبه .
فقالت له المرأة العجوز : أيها الرجل الطيب اذهب من هذا الطريق ستجد آخره شجرة كبيرة جدآ تعيق حركة المارة من الطريق لو إستطعت أن تقطعها ستجد تحتها خاتم ، هذا الخاتم عجيب يا بني ولكن سيحقق لك أمنية واحدة فقط ،،، فرددت لا تنسى أمنية واحدة فقط ، وبعدها سيصبح مثل أي خاتم آخر .
سار الفلاح في الطريق الذي أخبرته عنه المرأة العجوز ووجد أخيرآ الشجرة ، أمسك الفلاح بفأسه وبدأ بقطع الشجرة ولكنه كان يظن أن قطعها سهل لأنه فلاح وقوي وسوف يقطعها في ساعة ،ولكن ظل الفلاح مصرآ على قطعها وعندما عاد لبيته أخبر زوجته وأبنائه عما حدث له ، وعاد في اليوم التالي ليكمل قطعها وكان كل من يمر عليه يقول له أعانك الله على قطعها لإنها تعيقنا كل ما مررنا ببضاعتنا .
تمكن الفلاح بعد عدة أيام من قطع الشجرة وأخد بالحفر تحت الشجرة حتى وجد الفلاح الخاتم ، وعاد إلى بيته وهو يشعر أنه محظوظاً للغاية .
رأت الزوجة الخاتم وقالت للفلاح: أظنه خاتمآ عاديا ولن يفيدك بشيء ويبدو أن المرأة العجوز سخرت منك ، فغضب من زوجته وقال لها : أنا متأكد من أن المرأة العجوز لا تكذب وغدآ أذهب به إلى الصائغ لنرى ما صحة كلامها.
وفي اليوم التالي خرج الفلاح للمدينة وما أن وصل ، حتى أراد الفلاح الفقير معرفة قيمة الخاتم ، فراح يسأل الصائغ عن ثمنه وأخبره الصائغ ، أنه خاتم عادي لا يساوي شيئاً .
غضب الفلاح من كلام الصائغ وأخبره أنه خاتم عجيب و لا تعرف قيمته ، فالخاتم يساوي في قيمته كل خواتم متجرك هذا .
تعجب الصائغ كثيراً مما سمع ، وفكر في إصرار الفلاح على قيمة الخاتم وراح يفكر في وسيلة للحصول على الخاتم ليتمكن من معرفة السر الذي وراء هذا الخاتم، فبدأ يتودد إلى الفلاح المسكين ، أن يبقى معه تلك الليلة حتى حلول الصباح .
وقام بتجهيز مائدة عشاء فاخرة للفلاح المسكين وأخذ الصائغ يثني على الفلاح ويخدمه ، ويقدم له ما لذ وطاب من الطعام والشراب وادخل الفلاح المسكين ، في غرفة الضيافة لينام ، وفي تلك الليلة تسلل الصائغ إلى غرفة الفلاح ، ونزع الصائغ الخاتم العجيب من يد الفلاح ، ووضع بدلاً عنه خاتم آخر له نفس شكل الخاتم العجيب .
حل الصباح واستيقظ الفلاح المسكين ، واطمئن على وجود الخاتم في أصبعه ، وشكر الصائغ ورحل للمنزل ، ولم يفطن بالخاتم المزيف ، الذي قام الصائغ بوضعه في إصبعه . أغلق الصائغ باب بيته وعاد إلى غرفته ، ثم أمسك بالخاتم وطلب منه أنه يعطيه نقود ذهبية وفى الحال ، بدأت تتساقط عليه الكثير من النقود الذهبية ، حتى امتلأ بيت الصائغ بالنقود الذهبية .
وعاد الفلاح إلى بيته بالخاتم ، وطلب من زوجته أن تتمنى أمنية ليحققها الخاتم العجيب ،وقال تتذكري لدينا أمنية واحدة فقط .
فقالت : لما لا نتمني الحصول على حقل كبير بدلاً عن الحقل الصغير الذي نملكه ، لكن أخبر الفلاح زوجته أنه يمكن زرع العديد من المحاصيل ، في الحقل الصغير لهذا لن يكون في حاجة لحقل كبير ، وألا يتعجل في طلب أمنية الآن ، وترك الخاتم ليفكر في أمنية أخرى .
وبدأ الفلاح بزرع العديد من المحاصيل في مزرعته الصغيرة ، وقاما ببيع ما نمي من النباتات ، وتمكنا من شراء حقلا كبيراً ، فطلبت زوجته أن يطلب من الخاتم العجيب بقرة أو حماراً ، للمساعدة في أعمال المزرعة الكبيرة ، ولكن رفض الفلاح هذه الأمنية ، وأخبر زوجته أنه إن عملا بجد أيضا في هذا العام ، سيتمكنا من شراء العديد من حيوانات المزرعة ولا داعي للإستعجال في طلب أمنية من الخاتم الآن .
وهكذا مع مرور السنة الثالثة تمكن الفلاح وزوجته ، من الحصول على مال لشراء بقرة وحصان ودجاج أيضآ ..
ولكن زوجته كانت غاضبة ، وقالت له : إلى متى تتعب نفسك هكذا ، ولكن دعنا نتمنى شيئاً هذه المرة من الخاتم رد الفلاح : لكن مازلنا نتمتع بشبابنا والحياة ممتدة أمامنا ، وعليك تذكر أن الخاتم لن يحقق لنا سوى أمنية واحدة ، فدعينا نوفر الأمنية لحين الحاجة إليها .
مر 20 عاماً وكبرت معها حقول الفلاح وأصبح أكبر مزارع في قريته وقام ببناء بيت كبير لأسرته ، وكبر أبنائه ، ولم يستخدم الفلاح الخاتم ..
وفي يوم من الأيام جاء رجلآ فقيرآ يطلب ما يسد جوعه وعندما قام الفلاح بضيافته تتذكر الفقير أنه الفلاح صاحب الخاتم العجيب فقال الفقير أنا الصائغ يا سيدي ألا تتذكرني وقص الصائغ الذي أصبح فقيرآ للفلاح ما الذي فعله معه ومع الخاتم وقال: لقد صرفت كل النقود الذهبية على ملذاتي وأصبحت تاجرآ وخسرت قافلة تجارتي حيث إستولى عليها قطاع الطرق ، وها أنا الآن لا أملك حتى قوت يومي .
تعجب الفلاح مما حصل مع الصائغ وقال في نفسه لقد كنت كسولآ وكنت أتمنى الثراء دون أن أتعب او أجتهد في عملي ولكن هذا الخاتم والأمنية التي لم أستطع أن أطلبها قد جعلآ مني مزارعآ غنيآ .
فقال الفلاح الذي أصبح مزارعآ كبيرا وغنيآ : يا صديقي لقد تعلمت أنه بالصحة التي وهبني الله إياها أمتلك كنزآ لم أنتبه له لولا أمنية ذلك الخاتم العجيب ..