قصص اطفال

قصة بركة أم أيمن حاضنة رسول الله

يُحكي أن بركة كانت صبية حبشية اشتراها عبد الله بن عبد المطلب أبو محمد رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان قد اشتراها من سوق الرقيق قبل زواجه من آمنه بنت وهب أم النبي صل الله عليه وسلم ولما تم زواج عبد الله من آمنه كانت بركة هي الخادمة الوحيدة التي تعيش في داره و ترعى شؤونه وشؤون زوجته آمنة بنت وهب .وعندما سافر عبد الله بن عبد المطلب في قافلة تجارية إلى الشام بعد زواجه، ظلت آمنة في فراشها طويلاً لا تكلم أحدا وظلت بركة بجانبها ترعاها وتسليها بالقصص والأحاديث حتى قيل أنها لزمت آمنة ليلاً ونهاراً .حيث كانت تقاسي وتتعذب لغياب زوجها وعندما علمت آمنة بوفاة زوجها فقدت وعيها ولزمت فراشها، فقامت بركة على تمريضها وخدمتها وسهرت على راحتها الليالي الطوال حتى ولدت طفلها محمداً صل الله عليه وسلم، وكانت بركة أول من حملته بين يديها .
ولما كان محمد صل الله عليه وسلم ،في السادسة من عمره قيل أن أمه آمنة أرادت أن تزور قبر زوجها عبد الله في المدينة وعندما وصلوا المدينة كانت أمنة تزور قبر زوجها كل صباح حتى المساء لمدة أربعين يوما حتى أضناها الحزن، ومزقها الأسى وضعفت حتى عن السير .وفي طريق عودتهم مرضت أمنة بالحمى وأخذ المرض يشتد عليها وسهرت عليها بركة تمرضها بما كان معها من أعشاب وعقاقير ولكن صحتها كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم حتى قبضت فحفرت لها بركة قبرها في الرمال وأضجعتها فيه ورجعت بالطفل اليتيم إلى مكة،
ثم انتقلت مع انتقال حضانة الطفل اليتيم إلى دار جده عبدالمطلب، وبعد وفاة الجد انتقلت مع الطفل محمد إلى دار عمه أبي طالب دون غيره من الأعمام .
وظلت مع محمد صل الله عليه وسلم ،تخدمه وترعاه وتحنو عليه حتى أصبح رجلاً وتزوج بالسيدة خديجة وعاشت بركة معهما في البيت ولم تتركه أبداً وكان الرسول الكريم يناديها يا أماه وكان يقول للسيدة خديجة هذه بركة، هذه أمي بعد أمي .
فهي التي ورثها عن أمه حباً وهي بقية أهل بيته .
وقد عرض عليها الرسول الكريم الزواج من ‘عبيد بن زيد الخزرجي’ وتزوجته ورحلت معه إلى المدينة وهناك أنجبت له طفلاً اسمته أيمن ومنذ ذلك الحين والناس ينادونها أم أيمن ولكن زواجها لم يدم طويلاً، فتوفي زوجها،وأما ابنها أيمن فقد حضرت معه يوم خيبر وحنين ، ولما تخلف ابنها أيمن يوم خيبر لمرض فرس وصفته بالجبن، فخرج يوم حُنين وقُتل فصبرت واحتسبت كما صبرت يوم موته مثل صبرها على موت زوجها زيد بن حارثة، فهاجرت أم أيمن مع المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة .لكنها ظلت ملازمة لبيت رسول الله ولم تفارق السيدة خديجة .وفي ذات يوم والرسول يجتمع بأصحابه في دار الأرقم ذهبت إليه أم أيمن، فأخبرته بأمر كانت السيدة خديجة قد كلفتها به ولما انصرفت من عند رسول الله نظر إلى أصحابه وقال لهم «من منكم يريد أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فيتزوج أم أيمن ، وسكت الصحابة جميعا ولم يجب أحد منهم بشي .ذلك أن أم أيمن لم تكن امرأة جميلة يطمع فيها الرجال فقد كانت في الخمسين من عمرها كما كانت هزيلة الجسم سوداء اللون .ولكن تقدم إلى الرسول زيد بن حارثة وتزوج بأم أيمن وأنجبا ولداً وهو الصحابي أسامة بن زيد .وبعد وفاة زيد بن حارثة، أقامت زوجته أم أيمن في دارها وقد تقدمت بها السن وكان رسول الله صل الله عليه وسلم، يزورها وبصحبته أبو بكر وعمر ويقول لها هل أنت بخير يا أمي .ولكن بعد وفاة المصطفى عليه السلام لم تستطيع صبرًا وبكته وهي ترثوه قائلة :
عين جودي فإن بذلك للدمـع ………. شفـاء فأكثـري م البكـاءحين قالوا الرسول أمسى فقيـدا ………ميتـا كان ذاك كل البـلاءوابكيا خير من رزقناه في الدنيـا …….ومن خصه بوحــي السماءبدموع غزيـرة منـك حتـى ……….. يقضي الله فيك خيـر القضـاءفلقد كان ما علمت وصـولا ………… ولقد جاء رحمة بالضيـاءولقد كان بعد ذلك نــورا ………….. وسراجا يضيء في الظلماءطيب العود والضريبة والمعدن ……… والخيـم خاتـم الأنبيـاء
وبعد وفاته صل الله عليه وسلم كان أبو بكر وعمر يزورانها ويقولان لها كيف حالك يا أم رسول الله .
توفيت أم أيمن بعد وفاة الرسول بقليل فودعها المسلمون وكبار الصحابة إلى مثواها الأخير، فهي مولاة الرسول وأم الشهيدين ودعت وهي محفوفة بأطيب الذكرى وأكرم الدعوات .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button