الأميرة و الثعبان – المكتبة الخضراء – قصص اطفال قبل النوم
كانت الحجرة التي ينام بها الامير مظلمة ، والستائر مسدلة علي النوافذ لابعاد الضوء عنه ، واراحته في مرضه ، فلم ير الامير تلك الفتاة الوفية المخلصة التي شفته من مرضه ، وانقذت حياته من الموت ، حين لم يكن هناك امل في شفائه.
وكان الاطباء والجراحون يعتقدون عقيدة ثابتة انه ميت لا محالة ، ولكن الله جلت قدرته ، الذي يحيي الميت من عليه بالحياة ، وشفاه علي يد خطيبته ، ولكي يتأكد السلطان من صحة ابنه وشفائه من مرضه ويراه جيدا في النور ، فشد الستائر التي وضعت علي النوافذ ، وسمح للضوء بأن يدخل حجرة الامير.
فاطمئان على ابنه الوحيد ، وشكر للفتاة شعورها ونبلها ، ومروءتها وإقدامها ، وحمدا الله حمدا لا نهاية له علي نعمته وفضله ، جلس الامير علي السرير ، وظهرت عليه علامات الصحة بعد شفائه من مرضه ، ثم نظر حوله ، فرأى خطيبته الاميرة بجانب فراشه ، واخذ يدها وحياها وهو فرح مسرور برؤيتها ، ثم نظر الي ابيه وامه ، واخبرهما كيف قابل الاميرة من قبل ، وكيف ضحت بنفسها ، ورضيت ان تتزوجه وهو ثعبان ، فحررته وانقذته من تأثير السحر ، وكيف حكم عليه بان يصير طائر ، فخرجت وراءه تبحث عنه ، حتى حضرت اليه وانقذته بوفائها ، وإخلاصها ، وعلاجها ، ورجا ابويه بأن يسمحا له بأن يتزوجها .