الأميرة و الثعبان – المكتبة الخضراء – قصص اطفال قبل النوم
فقال السلطان : ابنى العزيز انى فخور كل الفخر بهذه الاميرة ، معجب بها كل الاعجاب ، مقدر كل ما فعلته كل التقدير ، فقد رضيت بك في وقت لا يرضي بك فيه احدا ، فتحملت في سبيلك ما تحملت ، وضحت من اجلك بما ضحت ، وهى التي شفتك من جروحك ، وخرجت وحدها في الليل لتبحث عنك ، وتعمل علي انقاذك ، فحياتك منسوبة اليها بعد ان عجز جميع الاطباء والجراحين عن شفائك.
ومحال ان تجد هذا النبل ، وهذا الوفاء ، وهذه الشجاعة في اميرة اخري ، ولن استطيع ولن تستطيع انت مكافئتها علي ما فعلت ، وسأعمل الان علي تحقيق رغبتك . وسأتصل بوالديها لابشرهما بنجاتك علي يديها ، وساقوم في الحال باعداد معدات الزواج ، وسر الجميع بشفاء الاميرة من مرضه ، وفرحت البلاد كلها بهذا الخبر السار ، وحضرت الوفود من البلاد لتهنئة السلطان بشفاء الامير.
التقت اسرتا الامير والاميرة ، بجمعهما الفرح والسرور ، بنجاة العروسين وزواجهما ، واقيمت الافراح ، واستمرت اياما وليالي ، واعد الطباخون احسن الولائم لهذا القران السعيد ، واعدت الخياطات احسن الحلل للاميرة لعظيمة ، واهدا اليها اثمن الجواهر واللالئ وملئ القصر بالمدعوين والمدعوات ، من الاسر الكريمة ، والامراء والعظماء والنبلاء.
وفي يوم من الايام المشرقة الجميلة ، تم زواج الامير والاميرة ، وعم الفرح والسرور جميع انحاء البلاد ، وشارك الشعب سلطانه المحبوب ، واميره العزيز في افراحه ومسراته ، وقد كانت حفلة الزواج احسن حفل اقيم في البلاد ، فقد كان الفرح مضاعفا ، فرح بشفاء الامير ، وفرح بزواجه.
وحينما تزوج الامير لم ينس الفلاح وزوجته اللذين قامو بتربيته ، والعناية بشئونه عشر سنوات ، فدعاهما لحفل الزواج ، ولم ينسهما ، ولم ينسي جميلهما ، فقد تبناه واتخذاه ابنا لهما ، ايام بؤسه وشقائه ، وخصص لهما قصرا بجوار قصر ابيه ، واراحهما من تعبهما ، وعين كلا منهما مركز كبيرا في القصر ، تقديرا لما قاما بهما نحوه ، وما قدما له من غير معرفة.
وايضا لم تنس الاميرة الثعلب الذي ترجم لها لغة الطيور ، ورافقتها في سيرها في الغابة ، ووصف لها الوسيلة التي بها عالجت الامير ، واقامت له مسكنا خاصا في اصطبلات السلطان ، وجعلته رئيسا علي هذه الحيوانات ، واشرفت بنفسها علي طعامه وشرابه . ولست في حاجة الي ان اذكر لكم ان الامير والاميرة عاشا بعد زواجهما عيشة سعيدة هانئة ، كلها وفاء واخلاص طوال الحياة.