قصص قبل النوم

الأميرة و الثعبان – المكتبة الخضراء – قصص اطفال قبل النوم

كان الثعبان صغيرا ، لطيف الحركة ، فلما رأه الزوجان سكتا عن الكلام ، وجعلا يتأملان حركاته،
ثم تذكرت الزوجة حالها ، وبدأت تبكي ، وتقول لزوجها انظر : حتى الثعابين لها صغارا اما نحن فليس لنا اطفالا ، اخذ الزوج يصبر زوجته ويسليها ، وهى لا تكف عن البكاء .

وفجأة لقا الزوجان الثعبان الصغير ، يقترب منهما ، ويرفع نحيتهم رأسه ، ويقول بصوت جميل ، وفي لغة صحيحة : لا تبكى يا سيدتى ، علي انكى لم ترزقي بطفلا خذينى طفلا لكى ، وربينى كما تربي الام طفلها ، وانا اعدك وعدا صادقا ، ان احبك ، وان اكون بارا بكى ، وبزوجك ومطيعا لكما ، وثقي يا سيدتى ، انكى لن تندمى اذا فعلتى هذا ، وتأكدى اننى سأرد لكى الجميل ، وأننى لن انسي لكى تربيتك ، وعنايتك ، وحنانك ، ورعايتك .

ثم ألتفت الثعبان نحو الفلاح ، وقال : وانت يا سيدى ، تأكد ستنال الخير ، إذا تبنيتنى ، وانك ستجدنى الولد الطيب المطيع . عجب الزوجان لحديث الثعبان الصغير ، عجبا شديدا ، ولم يستطيعا الكلام ، لشدة دهشتهما ، ومضت فترة من السكوت ، في اثنائها ، يتقدم جهة الزوجة ، في هدوء وخوف ، حتى صار بجوارها ، فوقف عن الحركه ، ومد جسده الصغير ، ورفع رأسه ، فقالت الزوجة : أيها الثعبان الصغير اللطيف ! يسرنا ان نتخذك ولدا لنا ، وأن نربيك ، كما يربي الاباء والامهات اطفالهم ، وأن نعتنى بك ، ونحبك ، كأنك ابنا حقيقي لنا ..

ثم قامت فحملت الثعبان ، ونظفته ، ووضعته في مكان نظيف ، ثم صنعت له فراشا لينا من قطعة حرير كانت عندها . وارقدته في صوان الملابس ، وتركت جزءا من باب الصوان مفتوحا للتهوية ، حتى لا يموت ….

نما الثعبان وكبر ، وصار ضخما ، اضخم من اى ثعبان رأه الفلاح وزوجته ، وكان يزحف الي حديقة المنزل ، في النهار ، ويعود الي مكانه في مواعيد الطعام ، كأنه انسان منظم دقيق ، فإذا اقبل الليل ، دخل الصوان ، ونام الي الصباح ، وكان يخاطب الفلاح بقوله : يا أبي ، ويخاطب الفلاحة : يا أمى ، وإذا احتاج الي شىء طلبهما منهما بكل احترام وأدب ، وإذا شكل شيئا ، ذكره لهما في رقة ولطف ، مرت الاشهر والسنين ، والفلاح وزوجته والثعبان ، يعيشون كأنهم اسرة واحدة سعيدة.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15الصفحة التالية
Back to top button