قصص اطفال

قصة الخرتيت الوحيد

خرج الفيل يمشي في الغابة في إتجاه الماء فمر ببيت الخرتيت :
الفيل:السلام عليكم أيها الخرتيت .
الخرتيت:وعليكم السلام يا فيل .
الفيل:ما هذه الحبال الكثيرة التي تحضرها ؟
الخرتيت:سوف أستعين بها للصعود فوق هذه الشجرة الكبيرة .
الفيل:ولم تريد أن تصعد الشجرة ؟
الخرتيت:لقد كنت  ألعب بالكرة وسقطت فوق الشجرة وسوف أصعد لأحضرها .
الفيل: ولماذا لم تطلب من جارك القرد أن يحضرها لك ؟ فهو بطبعه ماهر جدّا في صعود الأشجار ؟
الخرتيت:لا أطلب معروفًا من أحد .
الفيل:كما تحب .
حاول الخرتيت صعود الشجرة مستخدمًا الحبال حتى صعد إلى أعلاها وحاول إلتقاط الكرة فزلت قدمه وسقط على الأرض مصابًا .
حملت الحيوانات الخرتيت إلى بيته ووضعوه على فراشه وهو يتألم ألمًا شديدًا من الإصابات . وظل في بيته أيامًا طويلة حتى شفي من مرضه وخرج من بيته يمارس حياته مرة اخرى …وبينما كان الفيل يمر عليه مرة أخرى وجده يحضر مجموعة من الحبال فقال له الفيل : ماهذه الحبال يا خرتيت ؟ هل ستصعد الشجرة مرة أخرى .
الخرتيت:لا لن أفعلها ثانية بعدما أصابني في المرة السابقة .
الفيل: إذا، ماذا تفعل أم هو شيء خاص بك لا تحب أن يطلع عليه أحد ؟
الخرتيت:لقد سقطت الكرة هذه المرة في الماء .
الفيل:ولماذا لا تخبر جارك فرس النهر أن يحضرها لك ؟
الخرتيت:لا … لا أحب معروفًا من أحد .
الفيل:لا تحب معروفًا من أحد ؟ إفعل ما تريد .
ربط الخرتيت الحبال في شجرة في جانب النهر ، ثم لف الحبال حول وسطه وتقدم في الماء ليلتقط الكرة فانزلقت قدمه ، وسقط في النهر فأخذ يصرخ : النجدة النجدة .
جاءته مجموعة من حيوانات فرس النهر وحملوه إلى البر وأسرع جاره القرد وأخذ يضغط على بطنه حتى فرغ الماء ، وحملوه مرة أخرى إلى بيته وألقوه على فراشه بين الحياة والموت وظل أيامًا طويلة حتى تماثل للشفاء .
وفي مرة ثالثة مرّ به الفيل فوجده يحضر الحبال فقلا له : الحبال مرة أخرى يا خرتيت ؟ هل ستصعد الشجرة أم ستنزل الماء ؟
الخرتيت:لا هذا ولا ذالك
الفيل:إذن ماذا ؟
الخرتيت:سوف أضع حدودًا حول بيتي حتى لا يقترب أحد من الحيوانات من بيتي ، ولا يأكل الأعشاب القريبة من بيتي .
الفيل:لماذا ؟ إن الأعشاب حول بيتك كثيرة . وتكفيك ويفيض منها ، فكل منها وأترك الباقي لجيرانك ينتفعون بالمكان .
الخرتيت:لا … لا أحب ذلك .
وهنا غضب الفيل غضبًا شديدًا وقال : أيها الخرتيت ، لقد خلق الله مخلوقاته ، وأعطى كلًا منها مقدرة خاصة به كي يتعاونوا فيما بينهم . فالقرد يتسلق الشجرة في لحظة واحدة وكان يستطيع أن يساعدك ، وكنت أنت تستطيع مساعدته بحمل أشيائه الثقيلة عند اللزوم ، وفرس النهر كان يستطيع إحضار كرتك من الماء وكنت تستطيع إهداءه بعض الحشائش من حول بيتك ، ثم دعني أسألك سؤالا آخر .
الخرتيت:ما هو؟
الفيل:من الذي أنقذك من المرتين السابقين ؟لقد أسدى إليك جيرانك معروفًا كبيرًا مرتين ، وكان الأفضل أن يتركوك للموت لأن أمثالك لا فائدة ولا طائل من حياتهم .
الخرتيت:لقد فهمت .
ومرت الأيام ، وذات صباح مر الفيل على الخرتيت فوجده يقوم بجمع الحبال مرة رابعة ، فقال :ألم تتعب من جمع الحبال ، يا ترى ماذا ستفعل هذه المرة ؟
ضحك الخرتيت وقال : هذه المرة أستخدم الحبال كي أحمل كمية كبيرة من الموز إشتراها جاري القرد ولا يستطيع حملها وحده .
إبتسم الفيل وقال : على بركة الله  يا خرتيت ، هكذا نعيش معًا سعداء .
***
المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button